الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية خاص- مُواطن يتّهم بلديّة حمّام الشط برفضها تأمين دفن والده وصهْره المتوفّييْن بـ "كورونا" .. ويكشف هذه التفاصيل الخطيرة!

نشر في  30 أفريل 2021  (22:52)

وجّهَ مُواطنٌ يُدعى عزيز الشتيوي، سهام نقدهِ اللّاذع لـ رئيس المجلس البلدي بحمّام الشّط، بعد تعمُّدهِ إسداء تعليماتهِ للأعوان البلديّين بعدمِ نقل متوفّييْن إثنيْن بـ «كورونا» من المستشفى إلى مثواهما الأخير على متن سيّارة الأموات المستغلّة في هكذا حالات.

وأكّد عزيز الشتيوي في تصريحٍ أدلى به لموقع الجمهورية، أنَّ والدهُ توفّيَ مؤخّراً جرّاء مضاعفات الفيروس التاجي، حيثُ تمّ الاتصال بالمصالح البلديّة بالمنطقة مرجع النظر من أجل طلب توفير سيّارة الأموات المجهّزة وعددٍ من الأعوان المكلّفين بتنفيذ مراسم تشييع ودفن الأشخاص المتوفّين بسبب وباء «كوفيد19»، إلّا أنّ رئيس بلديّة حمّام الشط رفضَ قطعيّاً بتعلّة أنّ عائلة الهالك أصرّتْ على دفن ذويها بإحدى المقابر المجاورة خارج النطاق الترابي للبلديّة.
 
وأضافَ مُحدّثنا بنبرةٍ من الحسرة والأسف، أنّ الحادثة تجدّدت مع صهرهِ منذ أيّام، إذْ وافتهُ المنيّة هو الآخر متأثّراً بـ عدوى "كورونا" الفتّاكة، ليثبت موقف المسؤول الأوّل عن بلديّة حمّام الشط على ذات الموقف الرّافض، وذلك لأنّ أسرة المتوفّى قرّرت نقل الجثّة من المستشفى إلى مقبرة حمّام الأنف المجاورة.
 
وقالَ الشتيوي، إنّه لا يزال يعيش على وقع الانتكاسة كما عوائل ضحايا الجائحة، الذين أجبرهُم التعاطي السلبي والجاف من طرف السلطة البلديّة على الاستنجاد برئيس بلديّة حمّام الأنف محمّد العيّاري، قصدَ النظر من الجانب الإنساني البحت للمأزق، وفعلاً كان تعاملهُ مع هذا الالتماس العاجل بـ إيجابيّة، من خلال استجابتهِ الحينيّة رغمَ أنّ الفقيديْن المذكوريْن يقطنان خارج مَرجع مشمولاته البلديّة.
 
عزيز الشتيوي، عبّر بمرارة وحزنٍ عميقيْن نتيجة فقْد والده وصهرهِ في غضون فترة زمنيّة متقاربة، وزاد الأسلوب المتعالي واللّا إنساني من قِبل بلديّة المكان في تأزيم الوضعيّة، قائلاً، إنّ "الحالات الاستعجاليّة في هذا الظرف الاستثنائي بالذات، لا يتطلّب اجتهاداً قانونيّاً، وإنّما يتطلّب حسّاً إنسانيّاً... فـ كلّنا تونسيّون ولا فرق بين أمواتنا وذوينا ضحايا وباءٍ أعمى جعلَ أيّامنا مواكب عزاء وأسقطَ على مشاعرنا قتامةً لا حدود لها".
 
ونقلَ مُراسلنا على لسان المتحدّث، رسالةً توجّه بها إلى والي بن عروس وإلى السّلطة المركزيّة ذات القرار النافذ، راجياً منهم التدخّل والنظر في هذه التجاوزات والممارسات الخارجة عن الأطُر الإنسانيّة، ودعاهم إلى ضرورة مُساءَلة رئيس بلديّة حمّام الشط لكيْ يتحمّل مسؤوليّاته في هذا الوضع الصحّي الدقيق ويؤدّي ما عليه من واجبات تجاه المواطنين، وحتّى لا تتكرّر مثلُ هذه "الشطحات" المُعرقلة لجهود الدّولة التي أعلنت النفير العام توقّياً من ٱمتداد الجائحة الوبائيّة ومنعاً لمزيد استفحالها.
 
ومن جهتنا، نشير إلى أنَّ موقع الجمهورية يقف على مسافة الحياد التامّ من جميع الأطراف، ولا يتبنّى حيثيّات الرواية التي جاءَ بها التصريح الآنف، كما نؤكّد على حقّ رئيس بلديّة حمّام الشط أو أحد ممثّليه في الردّ والتعليق في حدود ما يكفلهُ ميثاق الشرف الصّحفي وأخلاقيّات المهنة.
ماهر العوني
الصورة أرشيفيّة